الترهيب من الغيبة، والترغيب في حفظ اللسان، قال تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45] وقال تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55].
وكيف تُحبطُ الغيبة حسناتِهِ، وتُذْهبها أحوجَ ما يكون إليها، حيث تنقل حسناته يوم القيامة إلى من اغتابه بدلاً عما استباحه من عرضه، فإن لم تكن له حسنات؛ نُقل إليه من سيئات خصمه، فأدنى عواقب الغيبة أن تنقص من ثواب أعماله، وذلك بعد المخاصمة، والمطالبة، والسؤال والجواب، والحساب.
قال الشاعر:
وأعقلُ الناسِ من لم يرتكب سببًا ... حتى يُفَكِّرَ ما تجني عواقبه
آخر:
وأحزم الناسِ من لو مات من ظمإ ... لا يقرب الوِرْدَ حتى يعرفَ الصَّدَرا
قال رجل للحسن: " بلغني أنك تغتابني "، فقال: " لم يبلغ قدرك عندي أن أحكِّمك في حسناتي " (?).
وقال رجل للفضيل بن عياض: " إن فلانًا يغتابني "، فقال: " قد جلب لك الخير جلبًا " (?).
وقال عبد الرحمن بن مهدي: " لولا أني أكره أن يُعْصى الله، لتمنيت أن لا يبقى أحد في المِصْر إلا اغتابني، أي شيء أهنأ من حسنة يجدها الرجل في