ثم تعرض الشيخ لذكر بعض الأمثال القصصية التي وقعت في القرآن الكريم؛ من ذكر أصحاب الجنة في سورة (ن) ومن ذكر صاحب الجنتين في سورة الكهف، ومر بعد ذلك بمشاهد من قصص حقيقية، هذه القصص السابقة ضُربت على سبيل المثال على اختلاف بين أهل التفسير أو أنها قصص واقعة، وكذلك قصة نوح -عليه السلام- مع ابنه بعد الطوفان: {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ} (هود: 42، 43).
فانظر إلى هذه الصورة وكيف رُسمت بما هو صراع بين عاطفة الأبوة وحقيقة النبوة مع نوح -عليه السلام، وكيف كان الابن على هذا العناد وهذا الإصرار على عدم طاعة أبيه، وكيف صور القرآن هذا الموقف العظيم بهذه الكلمات الجليلة!
وكذلك صور القرآن مظاهر الطبيعة في آيات كثيرة، ومن أعظم ما يستدعي أهل الإيمان أن ينظروا إليه هي مشاهد القيامة في القرآن الكريم، ولك أن تتأمل بعض المشاهد كمنظر هؤلاء الذين يخرجون من القبور للحساب، وما حالهم من الإسراع والخشوع وما يصيبهم في قول الله -سبحانه وتعالى-: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} (إبراهيم: 42، 43)، وانظر إلى منظر الناس عندما رسمه الله -سبحانه وتعالى- عند قيام الساعة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} (الحج 1، 2).