والآيات في الكون وتكوير الأرض، هذه المسألة التي تعرض لها شيخ الإسلام -رحمه الله- ابن تيمية، والتي أثبت العلماء أن شيخ الإسلام كان من السابقين في بيان الكلام عن الإعجاز العلمي، وهذا الكلام الجميل الذي ذكره الشيخ -رحمه الله- في موضوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وفي إجابته على من كانوا يجادلون في أمر الدين: أن القرآن به آيات كونية، وأسهب في الحديث عن مسألة تكوير الأرض، وأن الأرض كروية، ودليل ذلك في كتاب الله -سبحانه وتعالى، وذكر الآيات: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (يس: 37 - 40).

هذا المعنى الجميل الذي تراه في قوله تعالى: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ} ومعروف ما تحمله كلمة فلك من معنى استدارة، والتي يُعرف هذا المعنى منها، أن الأرض كروية كما نص على ذلك العلم الحديث بدلالة القرآن الكريم.

ومن اللطائف قول من تنبه إلى أن قوله تعالى "كل في فلك" يُقرأ من يمينه كما يُقرأ من يساره فإذا رأيت هذا الحركة في تكوين الكلمات تجدها تدور حول بعضها بالحركة الكروية، ولكن هذه اللطائف كما يُقال تُشم ولا تؤكل، فهي لطائف بعض المستبصرين، ولكنها لا يؤخذ منها علم في التأويل ولا التفسير.

هذا ما يتعلق بالإعجاز العلمي، وبقي أن أشير إلى أن الجهود في هذا المجال كثيرة في عصرنا هذا وهناك كثير من المصنفات والمؤلفات التي تحدثت عن الإعجاز العلمي، وكلّ في تخصصه، عندنا (من دلائل الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية) للدكتور موسى الخطيب، (دورة حياة الإنسان بين العلم والقرآن)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015