مُّنقَعِر} (القمر: 20) {يَخْرُجُونَ مِنْ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنتَشِرٌ} (القمر: 7) وغير ذلك من الآيات.
الموضع الثالث: الذي يحسن فيه نزع الواو، ويلطف ذلك بلاغيًّا هو: وقوع الحال الجملة بعد المفرد، وذلك يؤدي بنا إلى الحديث عن مسألة الترتيب بين الأحوال، إذا ما جاء الحال أو تعدد الحال فمن الذي يصدر؟ المفرد أم الجملة أم شبهة الجملة؟ جرت العادة أن يذكروا أن الأولى بالتقديم هو المفرد، ثم شبه الجملة، ثم الجملة على أصل الترتيب بينهم، وذلك قول على الأولى أو على الشائع أو على الافتراض القياسي.
أما بالنظر للنصوص القرآنية والنصوص الأدبية الواردة في ترتيب الأحوال: نجد أنّ هذا الكلام لا أصل له ولا صحة له؛ فقد يتقدم الجملة على المفرد، وقد يتقدم المفرد على الجملة، ويتقدم الظرف على المفرد، ويتقدم المفرد على الظرف، وكل ذلك في كتاب الله -سبحانه وتعالى- وقد عرض له الشيخ عضيمة بأمثلة متنوعة من الترتيب بين الأحوال، ويُلاحظ في هذا الترتيب أنّه تُقَدّم الحال التي هي مقدمة في السياق أو التي يراد إبرازها في سياق الآيات؛ فهو الذي يحتكم إليه في الترتيب، وليس نوع الحال مجردًا هل هو مفرد؟ أم جملة؟ أم شبه جملة؟.
ومن النماذج المُختلفة لذلك في الترتيب من مجيء الحال الجملة الفعلية بعد المفرد قوله سبحانه: {وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلا} (النساء: 142) {كُسَالَى} حال مفردة {يُرَآؤُونَ النَّاسَ} حال جملة فعلية، وجاءت بعد المفردة.