مربوطة بالواو من هذه الآيات قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ} (البقرة: 204) وقوله سبحانه: {قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ} (البقرة: 91) فجملة: {وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ} وجملة: {وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ} تحتمل الحالية، وفعلها مضارع مثبت، ومع ذلك ربطت بالواو.
وقد رجح العلماء الحالية في بعض الآيات كقوله سبحانه: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم} (آل عمران: 170) فجملة: {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم} في موضع نصب حال ومقترنة بالواو، وكذلك قوله سبحانه: {وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِين} (المائدة: 84) فجملة: {وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِين} جملة حالية، ومع ذلك ارتبطت بالواو، أو رُبطت بالواو.
وكذلك آية الأحزاب: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} (الأحزاب: 37) فجملة: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ} وجملة: {وَتَخْشَى النَّاسَ} في محل نصب حال، واقترنت بالواو.
وإن كان بعض العلماء يرفض ذلك، وإن أقر فيها الحالية، فإنما يصرفها على أن الجملة اسمية وليست فعلية، وأن هذه الجملة الفعلية خبر لمبتدأ محذوف هذا المبتدأ هو الضمير الذي عائد على صاحب الحال، والتقدير: "وأنت تخفي في نفسك ما الله مبديه"، و"أنت تخشى الناس" إلى غير ذلك مما يقدر في الآيات كقوله سبحانه: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} (المجادلة: 1) أي: وهي