فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} (الحديد: 25) {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَب * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَد} (المَسَد: 4 - 5) هكذا يتضح بالنص القرآني أنه يكثر مجيء جملة الحال بغير الواو، بل إنّها لم تَرِد في القرآن على هذه الصورة مربوطة بالواو، أو الرابط فيها الواو.
وآخر الأحكام التي أطلقها حول الجملة الاسمية: "أنه قد يجيء ترك الواو فيما ليس الخبر فيه كذلك، ولكنه لا يكثر"، وهذا الحكم هو الذي نقف معه، ونعقب عليه: هذه العبارة التي أطلقها الجرجانيوأكدها بقوله: "ويَدُلّ على أن ليس مجيء الجملة من المبتدأ والخبر حالًا بغير الواو أصلًا قلّته، وأنه لا يجيء إلا في الشيء بعد الشيء".
ويقول أيضًا: "ويجوز أن يكون ما جاء من ذلك إنّما جاء على إرادة الواو، كما جاء الماضي على إرادة قد". هذه العبارات التي أطلقها الجرجاني، وأكدها في كتابه (دلائل الإعجاز) نتج عنها أنّ ذهب الزمخشري إلى أن جملة الحال إذا وقعت اسمية لا بد فيها من الرابط بـ"الواو" وهذا الحكم خلاف ما توارد من النصوص القرآنية، وما اتفق العلماء على جواز الوقوع حال لجمل اسمية لم تكن الواو رابطًا فيها.
وقد رد ابن هشام على الزمخشري في ذلك، وعرض بعض الآيات، وهذا ذكر لمجموعة من الآيات التي ورد الحال فيها جملة اسمية، ومع ذلك لم تربط بالواو كقوله تعالى: {وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} (البقرة: 36) فجملة {بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} في موضع نصب حال، ولم تربط بالواو.