رجلي. أما الجملة الحالية ذات الماضي المثبت، والمنفي، فيجوز فيها الفصل والوصل، والوصل أرجح نحو قولك: أتاني وقد جهده السير أو أتاني قد جهده السير، والجملة بعد النكرة إن وصلت تكون حالًا وإن فصلت تكون صفة، والجملة الاسمية المنفية بليس تأتي مفصولة وموصولة، ولكنها مع الواو أدور مثل قولك: أتاني وليس معه غيره وأتاني ليس معه غيره. والحال الظرف يجوز فيها الفصل والوصل نحو قولك: رأيته على كتفه سيف، ورأيته وعلى كتفه سيف، هذا بإيجاز ما عدده الأستاذ منير سلطان فيما ذكره الجرجاني والسكاكي في مجيء الحال موصولة بالواو أو مفصولة بترك الواو، التي هي عند النحاة رابط من روابط الحال.

هذا الكلام لابد أن يكون لنا وقفة معه؛ ليتبين لنا هذا الذي ذكر في مجيء الواو في جملة الحال، وترك الواو وما ذهب إليه البلاغيون، وما انتهى إليه الباحثون المعاصرون في هذا الأمر، ولا نستطيع أن نصل إلى ذلك إلا بالعودة إلى المنابع الأصيلة، بمعنى أننا ننظر في كلام الجرجاني نفسه في (دلائل الإعجاز) وننظر في التطبيق العملي لما ذكره الجرجاني لماذا؟ لأن ما ذكر سواء عند الجرجاني أو السكاكي ينقصه مواضع الاستشهاد، فإنهم أكثروا من الاستشهاد بالشعر وبالأمثال والأقوال، وتركوا الغاية التي أرادوا منها بيان الإعجاز، وهو التطبيق على القرآن الكريم، وهذا ملمح يلمحه من ينظر في مواضع كلامهم في الكتابين (دلائل الإعجاز) و (مفتاح العلوم).

ونكتفي بـ (دلائل الإعجاز) وعرضه على الدراسة التي قام بها العلامة الشيخ عضيمة -رحمه الله- في كتابه (دراسات لأسلوب القرآن الكريم) فقد أحصى -رحمه الله- مواضع مجيء الحال بالواو وصور مجيئها، والآيات التي جاء فيها هذا الأمر من كتب التفسير التي اعتمدها في دراسته، والتي رجع إليها، وهذا يبين أن ما ذكره الشيخ عضيمة -رحمه الله- لا يعد حصرًا شاملًا؛ لأنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015