وقال: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ * ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (آل عمران: 111، 112).
كل هذه الآيات الكريمة، والخطاب الذي أخبر به رسولنا -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- كان كما أخبر -صلوات الله وسلامه عليه- في شأن اليهود وفي شان ما كادوه وما فعلوه معه -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فكل ذلك دليلٌ على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر عن غيبيات مستقبلة، كانت لم تقع بعد ووقعت في عهده -صلى الله عليه وسلم- كما أخبر.
ونختم بقصة جميلة كانت لأصحاب الرسول -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- في غزوة الأحزاب: عندما تكالب أساطين الكفر في الجزيرة على رسول الله -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- وتجمعوا من كل فوج واتوا ليقضوا على الإسلام وعلى دعوة خير الأنام، وأحاطوا بالمدينة- كانت بشارة النبي -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- بأن فتحت له أو ظهرت له كنوز كسرى وقيصر، وكان الصحابة كما يصفون أحوالهم في هذا الحال: لا يأمنون أن يخرجوا إلى الخلاء!! وكان ما أخبر به النبي -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- بعد ذلك؛ بأن دانت الفرس والروم لدولة الإسلام، ودخل الناس في دين الله -سبحانه وتعالى- بعد ذلك.
كل ذلك أخبر به رسول الله -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- ومصدره القرآن الكريم والآيات الكريمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.