موسى -عليه السلام- ليكون لهم عدوًّا وحزنًا، وإنّما التقطوه ليكون ولدًا لهم، أو لينفعهم: {عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} (القصص: 9) لكن المآل صار إلى أنه صار حزنًا وعدوًّا لفرعون وقومه.
وكذلك تأتي اللام بمعنى في بمعنى الظرفية أي: توافق في، ومنه قوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} (الأنبياء: 47) أي: في يوم القيامة، وقوله تعالى: {لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ} (الأعراف: 187) أي: في وقتها وأيضًا قوله تعالى: {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} (الفجر: 24) أي: في حياتي.
وتأتي أيضًا اللام بمعنى البعدية، أي: بمعنى كلمة بعد كقوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} (الإسراء: 78) أي: بعد دلوك الشمس، وتأتي اللام بمعنى الاستعلاء، وتكون بمعنى على كقوله تعالى: {يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ} (الإسراء: 107) أي: على الأذقان، وكقوله تعالى: {دَعَانَا لِجَنبِهِ} (يونس: 12) أي: على جنبه، وأيضًا تأتي بمعنى على مجازًا كقوله تعالى: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} (الإسراء: 7) أي: عليها.
وأخيرًا تأتي اللام بمعنى عن، وهي التي يُقال لها أنها تفيد المجاوزة، قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} (الأحقاف: 11) {لِلَّذِينَ آمَنُوا} أي: قال الذين كفروا عن الذين آمنوا.
{قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا} (الأعراف: 38) أي: عن أولاهم، {وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ} (هود: 31) ولا أقول عن الذين تزدري أعينكم، وضابط هذه اللام أنها تدخل على غير المقول له.