تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} (إبراهيم: 42) هذا بالنسبة لنون التوكيد.
أما "اللام" وهي ما تُسمى بلام الابتداء، وتكون لتوكيد مضمون الجملة، وتدخل مع "إنّ" فلا تليها بل تقع بعد اسمها، وإن جاءت على الاسم لا يكون ذلك إلّا إذا تقدم الخبر على الاسم، وذلك إذا كان الخبر شبه جملة كقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى} (النازعات: 26).
وأيضًا تَقَعُ على الخبر كقوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} (الرعد: 6) {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِع} (الطور: 7) {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء} (إبراهيم: 39) وتدخل أيضًا على خبر إن إذا كان جملة فعلية كقوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} (النحل: 124) {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ} (يوسف: 13) وتدخل أيضًا على الخبر شبه الجملة كقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم} (القلم: 4) {إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْر}. هذا بإيجاز الكلام عن حروف التوكيد؛ لأننا سنتعرض لها تفصيلًا.
أما حُروف الجَرّ: فهي أثرى الحروف في هذا الباب، واهتم أهل اللغة بالحديث عن معانيها، فكُلّ حرف له معنى، ويأتي بمعانٍ أخر؛ ولا ضابط في ذلك |لا السياق -كما سنتحدث بعد بإذن الله عن هذه المسألة.
من حروف الجر: "من" ولها معانٍ منها:
1 - معنى التبعيض كقوله تعالى: {حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} (آل عمران: 92) التبعيض أي: تكون بمعنى بعض، فالمعنى: حتى تنفقوا من بعض ما تحبون، أو حتى تنفقوا بعض ما تحبون.