العجب مذهب، تراها أكثر ما تنتهي بالنون والميم وهما الحرفان الطبيعيان في الموسيقى نفسها، أو بالمد وهو كذلك طبيعي في القرآن فإن لم تنتهي بواحدة من هذه كأن انتهت بسكون حرف من الحروف الأخرى كان ذلك متابعة لصوت الجملة وتقطيع كلماتها، ومناسبة للون المنطق بما هو أشبه وأليق بموضعه وعلى أن ذلك لا يكون أكثر ما أنت واجده إلا في الجمل القصار، ولا يكون إلا بحرف قوي يستتبع القلقلة أو الصفير أو نحوهما مما هو دروب أخرى من النظم الموسيقي.

يقصد الرافعي في كلامه أن هذه الفواصل وختامها يوافق ما ذهب إليه العلماء في رؤية كلام العرب أنهم عندما يريدون التغني أو يريدون إحداث نغمًا في كلامهم وفي أشعارهم يختاروا حروف اللين أو حروف المد للانتهاء بها، أو حرف النون وحرف الميم، ولذلك تجد روائع القصائد ما يُسمى بالميمية والنونية التي تنتهي بهذه الأحرف التي تُحدث نغمًا صوتيًا يألفه السمع، هذا تجده في كلام الله -سبحانه وتعالى- مع هذا الذي تحدثه الفواصل يعهده العرب ويعرفونه في كلامهم وفي أشعارهم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015