من شعراء العرب في الجاهلية، وأدرك الإسلام وكان من الشعراء المخضرمين وهو شاعر الرسول -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-.

من هذا المدخل تعرف قيمة التأثير المعنوي لألفاظ القرآن؛ بأنه لا يستطيع أحد أن يضع لفظًا مكان لفظ؛ لأن هذا السياق وهذا الإبداع في استخدام الحروف وتكوين الكلمات- هذا واضح جلي في كتاب الله -سبحانه وتعالى- بأنه ليس في قدرة أحد أن يشكك في هذا الكلام، فإن البلغاء مهما بلغوا يُعترض عليهم، ونجد من يستطيع أن يحذف كلمة ويضع غيرها، أما القرآن بتأثيره فلا يستطيع أحد أن يلحظ ملاحظة أو أن يدعي أن هناك كلمة تؤدي المعنى في جمال هذه الكلمات التي ذكرها المولى سبحانه وتعالى.

فهذه الدقة في اختيار الألفاظ التي لا يُستطاع أن تبدل أو تغير- هذه الدقة تحدث أثرًا نفسيًّا عظيمًا على من يتلقاها وتؤثر في حسه، لأنه لا يستفرغ جهدًا في التفكير فيها أو البحث عن بديل أو عن معنى آخر يريده، وإنما هو جهده في الإصغاء والتروح بهذا الضرب الجميل من الألفاظ، فصارت ألفاظ القرآن وطريقة استعمالها ووجه تركيبها كأنها فوق اللغة، فإن أحدًا من البلغاء لا تمتنع عليه مع فصاحته التي أرادها وهي بعد في الدواوين والكتب، ولكن لا تقع له مثل ألفاظ القرآن في كلامه وإن اتفقت له نفس هذه الألفاظ بحروفها ومعانيها إلا أنها في القرآن تظهر في تركيب متميز، وبهذا ترتفع إلى أسمى أنواع الدلالة اللغوية والبيانية، فتخرج من لغة الاستعمال إلى لغة الفهم، وتكون بتركيبها المعجز طبقة عقلية في اللغة تجعلك تفكر فيها بعدما انشغلت أحاسيسك بها.

النقطة الرابعة التي تتعلق بموضوع الحروف: هو الكلام عن الحروف المتماثلة:

الحروف المتماثلة: أي المتشابهة مع بعضها البعض، ويُقصد بها عند الكلام على استخدام الفاصلة في القرآن الكريم، وختام الآيات في كتاب الله سبحانه وتعالى، هذا التماثل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015