العلماء ذلك؛ فيعلموا أن هذا هو النصر في زماننا، وهو الفتح، وإذًا فعلى القائمين بذلك أن يحمدوا ربهم ويستغفروه".
يقول صاحب كتاب (التفسير والمفسرون): "هذا هو تفسير الجواهر، وهذه نماذج منه، وضعتها أمام القارئ؛ ليقف على مقدارِ تسلط هذه النزعة التفسيرية على قلمِ مؤلفِهِ وقلبِهِ، والكتاب -كما ترى- موسوعة علمية ضربت في كل فنٍّ من فنون العلم بسهم وافر، مما جعل هذا التفسير يوصف بما وُصف به تفسير الفخر الرازي، فقيل عنه: فيه كل شيء إلا التفسير، بل هو أحق من تفسير الفخر بهذا الوصف، وأولى به. وإذا دل الكتاب على شيء فهو أن المؤلف -رحمه الله- كان كثيرًا ما يسبح في ملكوت السموات والأرض بفكرِهِ، ويطوف في نواحٍ شتى من العلم بعقله، وقلبه؛ ليوضح، ويُظهر للناسِ آيات الله في الآفاق، وفي أنفسهم، وليظهر لهم بعد هذا كله أن القرآن قد جاء متضمنًا لكل ما جاء ويجيء به الإنسان من علومٍ ونظريات، ولكل ما اشتمل عليه الكون من دلائل وأحداث تحقيقًا لقول الله تعالى في كتابه: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْء} (الأنعام: 38)، ولكن هذا خروج بالقرآن عن قصده وانحراف به عن هدفه". فهذا ما قاله صاحب كتاب (التفسير والمفسرون) في كتاب (الجواهر). هؤلاء هم المؤيدون للتفسير العلمي.
بعد ما ذكرنا المؤيدين للتفسير العلمي نتعرض الآن للمنكرين للتفسير العلمي:
فإذا كانت فكرة التفسير العلمي قد راجت عند بعض المتقدمين وازدادت رواجًا عند بعض المتأخرين فإنها لم تلق رواجًا عند بعض العلماء الأقدمين كما أنها لم تلق رواجًا عند بعض المتأخرين منهم أيضًا.