أن الأيدي فيها أسرار، وفي الأرجل أسرار، وفي النفوس أسرار، فالأيدي لا تشتبه، والأرجل لا تشتبه، فاحكموا على الجانين والسارقين بآثارهم، أوليس في الحق أن أقول: إن هذا من معجزات القرآن وغرائبه، وإلا فلماذا هذه المسائل التي ظهرت في هذا العصر تظهر في القرآن بنصها وفصها".
ومثلًا عندما تعرض لقوله تعالى في سورة طه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} (طه: 5، 6). نجده يقول: "قوله: {وَمَا بَيْنَهُمَا} دخل في ذلك عوالم السحاب والكهرباء وجميع العالم المُسمى الآثار العلوية، وهو من علوم الطبيعة قديمًا وحديثًا، وقوله: {وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} يُشير لعلمين لم يُعرفا إلا في زماننا وهما علم طبقات الأرض المتقدم مرارًا في هذا التفسير، وعلم الآثار المتقدم بعضه في سورة يونس، فالله هنا يقول: {وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} ليحرض المسلمين على دراسة علوم المصريين التي تظهر الآن تحت الثرى".
ومثلًا عند قوله تعالى في سورة الأنبياء: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا} (الأنبياء: 30) الآية يقول: "ها أنت قد اطلعت على ما أبرزه القرآن قبل مئات السنين من أن السموات والأرض أي الشمس والكواكب وما هي فيه من العوالم كانت ملتحمة ففصلها الله تعالى، وقلنا: إن هذه معجزة؛ لأن هذا العلم لم يعرفه الناس إلا في هذه العصور، ألا ترى أن كثيرًا من المفسرين قالوا: إن الكفار في ذلك الوقت ليس لديهم هذا العلم، فكان جوابهم على ذلك أنهم أُخبروا به في نفس هذه الآية، فكأن الآية تستدل عليهم بنفس ما نزلت به، وذلك أن هذه الأمور لم تُخلق. وقد أخذ العلماء يؤولون تأويلاتٍ شتَّى لكثرة حرصهم، وذكائهم -رحمهم الله- وها نحن أولاء نجد هذه