وللباحث محمد إبراهيم السمرة الأستاذ بكلية العلوم، قسم علوم البحار في جامعة قطر، دراسة ميدانية في خليج عمان، والخليج العربي، ذكر فيها نتائج دراسات كيميائية، قامت بها سفينة البحوث، مختبر البحار التابعة لجامعة قطر، في الخليج العربي وخليج عمان في الفترة 1404 و1406 هجرية، 1984 إلى 1986، وتضمن البحث مقارنة واقعية بين الخليجين بالأرقام والحسابات والرسومات والتحليل الكيميائي، وبين اختلاف خواص كل منهما عن الآخر، من الناحية الكيميائية والنباتات السائدة في كل منهما، ووضَّح البحث وجود منطقة بين الخليجين، تُسمى في علوم البحار منطقة المياه المختلطة وهي منطقة البرزخ.
وبيَّنت النتائج أن عمود الماء في هذه المنطقة، يتكون من طبقتين من المياه، إحداهما سطحية أصلها من خليج عمان، والأخرى سفلية أصلها من الخليج العربي، أما في المناطق البعيدة والتي لا يصل إليها تأثير عملية الاختلاط بين الخليجين؛ فإن عمود الماء يتكون من طبقة واحدة متجانسة وليس من طبقتين، وأكَّدت النتائج أنه برغم هذا الاختلاط في المناطق التي بها مياه مختلطة، ووجود نوعين من المياه فوق بعضهم البعض، فإن حاجزًا ثابتًا له استقرار الجاذبية وقوتها، يقع بين طبقتي المياه، ويمنع مزجهما أو تجانسهما؛ حيث يتكون بذلك مخلوط غير متجانس.
وأوضحت النتائج أن هذا الحاجز، إما أن يكون في الأعماق من عشرة إلى خمسين متر إذا كان اختلاط مياه الخليجين رأسيًّا؛ أي: أن أحدهما فوق الآخر، وإما أن يكون هذا الحاجز على السطح، إذا تجاورت المياه السطحية بكلٍّ من الخليجين.