المصب ولا توجد في البحر، ومعظم كائنات البيئات الثلاث تموت إذا خرجت من بيئتها الخاصة بها.
ب- وبتصنيف البيئات الثلاث، باعتبار الكائنات التي تعيش فيها، تُعتبر منطقة المصب منطقة حجر على معظم الكائنات الحية التي تعيش فيها؛ لأن هذه الكائنات لا تستطيع أن تعيش إلا في نفس الوسط المائي المتناسب في ملوحته وعذوبته، مع درجة الضغط الأسموزي في تلك الكائنات، والضغط الأسموزي ظاهرة تتعلق بمقدار نفاذ الأملاح في الأغشية، وتموت إذا خرجت من المنطقة المناسبة لها، وهي منطقة المصب، وهي في نفس الوقت منطقة محجورة، على معظم الكائنات الحية التي تعيش في البحر والنهر؛ لأن هذه الكائنات تموت إذا دخلتها، بسبب اختلاف الضغط الأسموزي أيضًا.
وبعدُ: فإن هذا النظام البديع، قد جعله الله تعالى لحفظ الكتل المائية الملتقية، من أن يفسد بعضها خصائص البعض الآخر؛ ليبقى ذلك الاختلاف رحمة للناس وسائر الكائنات، وإذا كانت العين المجردة لا تستطيع أن ترى هذا الحاجز الذي يحفظ الله تعالى به منطقة المصبِّ؛ فإن الأقمار الصناعية اليوم قد زوَّدتنا بصورة باهرة تُبيِّن لنا حدود هذه الكتل المائية الثلاث، التي تزداد وضوحًا كلما ازداد الفارق في حرارة الماء وما يحمله من مواد. وبالرغم من أن الماء العذب يمتزج مع ماء البحر، فإن هناك حدودًا على طرفي منطقة الامتزاج المحدودة، التي تفرض قيودًا على ما يدخلها أو يخرج منها، وهذا الوصف ينطبق تمامًا على نظام المصبِّ.
ويوجد اليوم اختلاف حول التعريف الأساسي لهذا المصطلح، ولكن العلم الحديث أثبت وجود حدودٍ على طرفي منطقة الامتزاج.
فانظر كيف حارت العقول الكبيرة عدَّة قرون بعد نزول القرآن الكريم في فهم الدقائق والأسرار، وكيف جاء العلم مبينًا لتلك الأسرار، وصدق الله القائل: