أهم مكونات النحل هو العسل؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- يقول: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا} فإن الذي يخرج من النحل الذي أهم شيء هو العسل، لكن الحقيقة أن منتجات النحلة ليس فقط العسل، صحيح أن العسل أهمها قال تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} العسل، الشمع، شمع العسل، الكعبر، ثم الرحيق، رحيق اللقاح، ثم أيضًا سم النحل، كل هذه لها فوائد طبية ثبتت في العلم التجريبي الحالي. حتى سم النحل؛ نعم سم النحل يفيد لعلاج التهاب المفاصل المزمن، وهناك دراسات كثيرة في فائدته في كثير من أمراض الروماتيزم، والذي يهمنا العسل؛ فإذًا هو شفاء للناس، وللآن لم تكتشف بعض أسرار العسل؛ فهو إضافة لكونه غذاء فهو شفاء، فالباري - عز وجل - قال: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} يعني هو كدواء فيه شفاء.
ولقد ذكر القرآن الكريم كلمة الشفاء في القرآن عدة مرات في مواضع كثيرة؛ {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} (الإسراء: 82)، وقال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} (فصلت: 44)، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} (يونس: 57)، هذه شفاء نفسي إيماني روحاني قد يتحول إلى مادي أيضًا، ولكن في قوله تعالى: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاس} في قوله: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} هذه الآية صريحة كعلاج ودواء إضافة إلى أنه ك غذ اء.
قال ابن القيم - رحمه الله -: "والعسل فيه منافع عظيمة؛ فإنه جلاء للأوساخ التي في العرو ق والأمعاء وغيرها، محلل للرطوبات أكلًا وطلاءً، نافعًا للمشايخ وأصحاب البلغم، ومن كان مزاجه باردًا رطبًا هو مغذ ملين للطبيعة، حافظ لقوى المعاجين ولما استودع فيه، مذهب لكيفيات الأدوية الكريهة، منق للكبد