يقول الذهبي: "وكثيرًا ما نرى المؤلف -رحمه الله- يشرح بعض الحقائق الدينية بما جاء عن أفلاطون في جمهوريته أو بما جاء عن إخوان الصفا في رسائلهم، وهو حين ينقلها يبدي لنا رضاه عنها، وتصديقه بها مع أنها تخالف الثابت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. كما أنه يستخرج كثيرًا من علوم القرآن بواسطة حساب الجمل، الذي لا نصدق أنه يوصل إلى حقيقة ثابتة، وإنما هي عدوى تسربت من اليهود إلى المسلمين، فتسلطت على عقول الكثير منهم. يواصل الدكتور الذهبي كلامه عن هذا التفسير فيقول: "هذا وإنا لنجد -رحمه الله- يفسر آيات القرآن تفسيرًا علميًّا يقوم على نظريات حديثة، وعلوم جديدة لم يكن للعرب عهد بها من قبل". ثم يقول الدكتور الذهبي: "ولست أرى هذا المسلك في التفسير إلا ضربًا من التكلف إن لم يُذهب بغرض القرآن، فلا أقل من أن يذهب بجلاله وجماله".
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.