وجاء في هامش هذا التعليق: تشير هذه الآية الكريمة إلى أن الأرض كروية تدور حول نفسها؛ لأن مادة التكوير معناها لفُّ الشيء على الشيء على سبيل التتابع، ولو كانت الأرض غير كروية مسطحة مثلًا؛ لخيَّم الليل، أو طلع النهار على جميع أجزائها دفعة واحدة {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ}.
وذكر صاحب (صفوة التفاسير): " {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ}؛ أي: خلقها على أكمل الوجوه، وأبدع الصفات بالحق الواضح، والبرهان الساطع، {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ}؛ أي: يغشى الليل على النهار، ويغشى النهار على الليل، وكأنه يلفُّ عليه لفَّ اللباس على اللابس". قال القرطبي: "وتكوير الليل على النهار تغشيته إيَّاه حتى يظهر ضوءه، ويغشى النهار على الليل، فيُذهب ظلمته".
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.