فإذا استهلك قاع محيط فاصل بين قارتين، ارتطمت ال قارت ان ببعضهما، ونتج عن ذلك أعلى السلاسل الجبلية التي تربط بأوتادها القارتين المصطدمتين، فتقلل من حركة الألواح الصخرية الحاملة لهما، وبذلك تصبح الحياة على سطحي القارتين المرتطمتين أكثر استقرارًا، وكلما مرت عوامل التجوية واتحاد والتعرية قمة الجبل دفعته قوانين الطفو إلى أعلى؛ حتى يتم خروج جذور؛ يعني أوتاد الجبل من نطاق الضعف في الأرض بالكامل، وحينئذ يتوقف الجبل عن الارتفاع، وتستمر العوامل الخارجية في تعريته حتى يصل سمكه إلى سمك لوح الغلاف الصخري الذي يحمله، فيضم إلى باقي صخور القارة الموجودة في الموجود فيها على هيئة راسخ من رواسخ الأرض.
ثانيًا: قوله {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} بمفهوم إرساء ألواح الغلاف الصخري للأرض بواسطة الجبال؛ اختلف العلماء في فهم دور الجبال في إرساء الأرض اختلافًا كبيرًا، وذلك لأن كتل الجبال على سطح الأرض على الرغم من ضخامتها تتضاءل أمام كتلة الأرض المقدرة بحوالي ستة ألاف مليون مليون طن، وكذلك فإن ارتفاع أعلى قمم الأرض، وهو أقل قليلًا من تسعة كيلو مترات لا يكاد يُذكر بجوار متوسط نصف قطر الأرض، فإذا جُمع ارتفاع أعلى قمم الأرض إلى أعمق أغوار المحيطات أكثر قليلًا من أحد عشر كيلو مترًا، فإنه لا يكاد يصل إلى كيلو متر، ونسبته إلى متوسط قطر الأرض لا تتعدى 3%.
من هنا يبرز التساؤل كيف يمكن للجبال أن تثبت الأرض بكتلتها الهائلة، وأبعادها الشاسعة في الوقت الذي لا تكاد كتلة وأبعاد الجبال أن تبلغ من ذلك شيئًا.
في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين تمت بلورة مفهوم تحرك ألواح الغلاف الصخري للأرض، فقد اتضح أن هذا الغلاف ممزق بشبكة