متى وكيف شرع المؤلف في كتابة هذا التفسير؟ ابتدأ المؤلف هذا التفسير أيام أن كان مدرسًا بمدرسة دار العلوم، فكان يلقي تفسير بعض آيات على طلبة مدرسة دار العلوم، وبعض هذه الدروس كان يكتب في مجلة الملاجئ العباسية. ثم والى وتابع سيره في التفسير حتى أخرج لنا ذلك التفسير المكون من خمسة وعشرين جزءًا.
غرض المؤلف من تفسيره: لقد رجا المؤلف -رحمه الله- من وراء هذا التفسير -كما يقول- أن يشرح الله به قلوبًا ويهدي به أممًا. وتنقشع به الغشاوة عن أعين عامة المسلمين، فيفهموا العلوم الكونية، وقال: "وإني لعلى رجاء أن يؤيد الله هذه الأمة بهذا الدين. ويسير على منوال هذا التفسير المسلمون، وينتشر في مشارق الأرض ومغاربها مقرونًا بالقلوب، وليتفاعل الموحدون بالعجائب السماوية، والبدائع الأرضية ويكون هؤلاء الشباب دعاة إلى نشر هذا العلم. وليقومن من هذه الأمة من يفوقون الفرنجة في الزراعة والطب والمعادن والحساب والهندسة والفلك، وغيرها من العلوم والصناعات".
منهج المؤلف في تفسيره: لقد وضع المؤلف في تفسيره هذا ما يحتاجه المسلم من الأحكام والأخلاق وعجائب الكون، وأثبت فيه غرائب العلوم، وعجائب الخلق مما يشوق المسلمين والمسلمات إلى الوقوف على حقائق معاني الآيات البينات في الحيوان والنبات، والأرض والسموات. هذا وإن المؤلف -رحمه الله- ليقرر في تفسيره، أن في القرآن من آيات العلوم ما يزيد على سبعمائة وخمسين آية، في حين أن علم الفقه لا تزيد آياته الصريحة على مائة وخمسين آية، كما يقرر أن الإسلام جاء لأمم كثيرة، وأن سور القرآن الكريم متممات لأمور أظهرها العلم الحديث.