من الأجنحة الدقيقة القوية والقادرة على الخفق المتواصل السريع، الذي يصل إلى ستمائة خفقة في الثانية الواحدة، ولها قرنا استشعار في قمة الحساسية والكفاءة، وعين البعوضة عين مركبة تتألف من مئات العيينات المستقلة تشريحا والمتكاملة وظيفيا، مما يعطيها قدرة هائلة على الرؤية بالليل وبالنهار في كل أطياف الضوء، ولها جميع الأجهزة الحيوانية كاملة على الرغم من ضآلة حجمها.

وأنثى البعوض تتغذى على دماء ذوي الدماء الحارة؛ ولذلك فإن لها فمًا ثاقبًا ماصًّا تستخدمه في امتصاص الدم من الإنسان، ومن كل حيوان ذي دم حار، وعندما تغرس مثقابها في جلد الإنسان أو الحيوان فإنها تفرز لعابها الذي يحمل مركبات عضوية تؤدي إلى احتقان الجلد، وأخرى تمنع الدم من التجلط حتى يسهل امتصاصه.

بينما يتغذى ذكر البعوض على رحائق الأزهار فقط، وتضع أنثى البعوض البالغة ما بين مائة وأربعمائة بيضة في المرة الواحدة، والذي ينجو من افتراس الحيوانات الأخرى من بيض البعوضة قد يفقس بعد يوم أو يومين، أو يبقى في فترة قد تمتد إلى الأسبوعين، ويعتمد ذلك على عوامل كثيرة منها وفرة الماء؛ لأنه ضروري لفقس البيض ولحياة كل من اليرقات والعذارى.

ومع ضآلة حجم البعوضة فإنها تمثل خطرا لا يستهان به على صحة كل من الإنسان والحيوان؛ فالبعوض الأنثى التي تتغذى على دماء الإنسان وعلى دماء غيره من الحيوانات ذوات الدم الحار تصبح وسيلة خطيرة لنقل العديد من مسببات الأمراض؛ من مثل الفيروسات البكتريا الطحالب وغيرها من البدائيات والأوليات، ومن مثل الفطريات وغير ذلك من الكائنات الدقيقة التي تصيب كلا من الإنسان والحيوان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015