تشهد هذه الصورة من صور الزوجية السائدة في الكون لله بالتفرد بالوحدانية المطلقة فوق كافة خلقه.
ولا توجد كلمة توفي هذه الحالة حقها من الوصف، مثل كلمة دخان، فسبحان الذي أنزلها في كتابه من قبل ألف وأربعمائه من السنين، وقد تكونت من تلك الجسيمات الأولية للمادة في الدخان الكوني الأولى نوى ذرات غازي الإدروجين والهليوم.
وبعد ذلك وصلت إلى الحد الذي يسمح بتكوين ذرات ثابتة لعناصر أكبر وزنا، وذلك باتحاد نوى ذرات الإدروجين والهليوم، وظل هذا الدخان المعتم سائدًا ومحتويًا على ذرات العناصر، التي خلق منها بعد ذلك كل من الأرض والسماء.
وتفيد الدراسات النظرية أن الكون في حالته الدخانية كان يتميز بقدر من التجانس مع تفاوت بسيط في كل من الكثافة ودرجات الحرارة بين منطقة وأخرى؛ وذلك نظرًا لبدء تحول أجزاء من ذلك الدخان بتقدير من الله تعالى إلى مناطق تتركز فيها كميات كبيرة من كل من المادة والطاقة على هيئة السد.
ولما كانت الجاذبية في تلك المناطق تتناسب تناسبًا طرديًّا مع كم المادة والطاقة المتمركزة فيها، فقد أدى ذلك إلى مزيد من تكدس المادة والطاقة، والذي بواسطته بدأ تخلق النجوم، وبقية أجرام السماء في داخل تلك السد، وتكونت النجوم في مراحلها الأولى من العناصر الخفيفة مثل الإدروجين والهليوم، والتي أخذت في التحول إلى العناصر الأعلى وزنًا بالتدريج، مع بدء عملية الاندماج النووي في داخل تلك النجوم حسب كتلة كل منها.