حيث تكلموا لأي شيء لا يتكلمون. (?) "
فالإمام أحمد غلّظ على الواقفة، وجعلهم جهمية (?) ؛ لأنهم لم يقولوا إن القرآن كلام الله غير مخلوق، ففي هذه العبارة: "غير مخلوق" توضيح وبيان وردّ على من زعم أنه مخلوق، أو شكّ في القطع أنه غير مخلوق.
أعقب تصنيف الاعتقاد القادري آثاراً حميدة، وعواقب حسنة، سوءاً في زمن الخليفة القادر، أو ما بعده، فمن تلك الآثار ما يلي:
1 - يعدّ الاعتقاد القادري سبباً قوياً في هتك أستار العبيديين الباطنييين، والردّ على سائر أهل البدع من الرافضة والمعتزلة وأشباههم، وخاصة وأن تصنيف هذا الاعتقاد إبان نفوذ العبيديين واستفحال أهل البدع، كما أن هذا الاعتقاد قريء في المساجد والجوامع (?) ، وحمله الحجيج إلى أطراف الأرض. (?)
2 - أن الاعتقاد القادري يعدّ مصنفاً معتبراً يورده الأئمة المحققون المتأخرون في كتب الاعتقاد، فقد ساق ابن تيمية شيئاً من عبارات الاعتقاد (?) ، كما احتج به الذهبي في كتابه العلو (?) ، وكذا ابن القيم في كتابه الصواعق المرسلة -كما مر آنفاً-
3 - أعقب كتابة الاعتقاد القادري، استتابةُ من خالف ذلك من أهل البدع من المعتزلة والرافضة والخوارج.
كما بيّن ذلك الحافظ الذهبي بقوله: "قال العلامة أبو أحمد الكرجي في عقيدته التي ألّفها، فكتبها الخليفة القادر بالله وجمع الناس عليها، وأمر باستتابة من خرج عنها من معتزلي، ورافضي وخارجي. (?) "
وقال ابن القيم: "وقال الشيخ أبو أحمد الكرجي في أثناء المائة الرابعة في العقيدة التي ذكر أنها اعتقاد أهل السنة والجماعة، وهي العقيدة التي كتبها للخليفة القادر بالله، وقرأها على الناس، وجمع الناس عليها، وأقرّ بها طوائف أهل السنة، وكان قد استتاب من خرج عن السنة