وأَما (?) التَّوَاجُدُ عِنْدَ السَّمَاعِ، فَهُوَ فِي الْأَصْلِ أثر (?) رِقَّة النَّفْسِ، وَاضْطِرَابُ الْقَلْبِ، فيتأَثّر الظَّاهِرُ بتأَثُّر الْبَاطِنِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} (?)؛ أَيِ: اضْطَرَبَتْ رَغَبًا أَو رَهَبًا (?). وَعَنِ اضْطِرَابِ الْقَلْبِ يَحْصُلُ اضْطِرَابُ الْجِسْمِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا} (?) {وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} (?). وقال: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} (?). فإِنّما التَّوَاجُدُ رِقَّةٌ نَفْسِيَّةٌ، وَهَزَّةٌ قَلْبِيَّةٌ، وَنَهْضَةٌ رُوحَانِيَّةٌ. وَهَذَا هُوَ التَّوَاجُدُ عَنْ وَجْدٍ، وَلَا يسع (?) فِيهِ نَكِيرٌ مِنَ الشَّرْعِ. وَذَكَرَ السُّلَمي (?) أَنَّهُ كان يستدل بهذه الآية في (?) حركة الوَاجِد (?) فِي وَقْتِ السَّمَاعِ؛ وَهِيَ (?): {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا} (?) {فَقَالُوا رَبَّنَا} (?) الآية. وكان يقول: إِن القلوب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015