نقول بتوفيق الله: إن الله هو علم لذات الباري جل جلاله الذي شهدت له بالربوبية جميع مخلوقاته وأقرت له بالألوهية جميع مصنوعاته، فهو الله الذي لاإله إلا هو، واحد لا شريك له، ولا شئ مثله، ولا شئ يعجزه، ولا إله غيره، قديم بلا ابتداء، دائم بلا انتهاء، لا يفنى ولا يبيد، ولا يكون إلا ما يريد، لا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأفهام، ولا يشبه الأنام، حي لا يموت، قيوم لا ينام، له الحمد وله الثناء وله الكبرياء، خالق كل شئ ومليكه، سبحانه لا شريك له في ألوهيته كما لا شريك له في ربوبيته، ولا شبيه له في ذاته ولا في أفعاله ولا في صفاته، فسبحانه وبحمده عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، وسبحان من سبحت له السماوات وأفلاكها والأرض وسكانها والبحار وحيتانها والنجوم والجبال الشجر والدواب والآكام والرمال وكل رطب ويابس وكل حي وميت، وهو سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء وأعظم من كل شيء وأعز من كل شيء وأقدر من كل شيء وأعلم من كل شيء وأحكم من كل شيء، بصير بكل شيء، سميع لكل شيء، رقيب علي ضمائر خلقه، يرى أفعالهم وحركاتهم، ويشاهد بواطنهم كما يشاهد ظواهرهم ?