بعضهم ببعض، ولا يزالون هكذا يخبطون خبطا عشوائيا ويسيرون في ظلام دامس مع أن بين أيديهم زرا كهربائيا لو وصلت اليه أصابعهم فإن أدنى حركة يسيرة يمكن أن توقد مصباحا مشرقا منيرا، هذا مثل المؤمنين وموقفهم من كتاب الله (كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ، والماء فوقا ظهرها محمول) لا يستطيعون سبيلا الى الهداية وبين أيديهم النور الكامل يقول الله عز وجل: {وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (?) {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (?) {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (?) ويقول سبحانه وتعالى في حق الكافرين: {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} ولكن فما بال المؤمنين الذين آمنوا بالله وصدقوه وأحبوه واعتقدوه ولا يخلو بيت من بيوتهم من كتاب الله، قد أعرضوا عنه ان أهل الكفر قد خدعوا المسلمين عن نورهم، وأبعدوكم عن هديهم، وضللوهم عن طريقهم، وأمسكوا بأصابعهم على أن لا تمس الزر الكهربائي - ألا وهو القرآن الكريم - لينير لهم الحياة خدعوهم بالسياسة، وتارة بالعلم الدنيوي {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} وطورا بالمال، وأخرى بالشهوات وخاصة بالخداع وتاره بالقوة والقهر والجبروت، فكانت النتيجة أن المسلمين اتبعوا الكافرين، وقد حذرهم الله من ذلك بقوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} (?) ولما سبق في علم الله أن الكفار يهددون المسلمين بما بين أيديهم من قوة وبأس، فأراد أن يستأصل من قلوبهم هذه الشبهة فقال: (سنلقى في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين) ثم يذكر الله حادثة تطبيقية مقرونة بالدليل قال: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015