القرطاجيون، والرومان، الوندال، البيزنطيون وعرب سوريا، وعرب قرطبا، والأتراك والفرنسيون من غير أن توجد في البلاد في أي وقت، وبأي شكل من الاشكال دولة جزائرية ...

وكان الجنرال يلوح في خطابه الى تقسيم الجزائر اذا ما فشلت المحاولات، ويقول ان انفصال الجزائر عن فرنسا سيؤدى حتما الى بؤس مدقع وفوضى سياسية مخيفة، ومجزرة شاملة. ونحن اذا نظرنا الى المجازر البشرية الموجودة في كل مكان من القطر الجزائري منذ الاحتلال من الذي ارتكبها؟ بدون شك هم الفرنسيون أنفسهم، والعالم يشهد بذلك كله، ان المجازر التي وقعت في الجزائر لم يسبق لها نظير، والقسوة التي ارتكبها غلاة الاستعمار، وقادة الجيش الفرنسي. وحكم الاستبداد الذي فرضته فرنسا على الشعب لم يكن معمولا بد في أي بلد من بلدان العالم ...

الجنرال يرفض المفاوضة مع من يسميهم العصاة في خطابه على مشروعه، بل يطالب بتسليم أنفسهم بدون قيد ولا شرط ويجعل مشروعه قابلا للمناقشة لأنه يريد الاستلاء على الجزائر بقرار ينتزعه من الجزائريين أنفسهم حبوا أم كرهوا ... ويقول في خطابه أنا شخصيا واثق من أن مخرجا مثل هذا يكاد يكون غير متوقع ألا وهو انفصال الجزائر عن فرنسا وهى في وضعها الحاضر فيكون وبالا كبيرا لا يؤدي إلا للبؤس المخيف من الغرض السياسي والتذبيح، ثم الى دكتاتورية الشيوعية العاتية، ومثل هذا الشيطان يجب أن يطرد، وأن يطرده الجزائريون أنفسهم الخ ...

فالجنرال يريد أن يحفظ الجزائريين من الفوضى السياسية والتذبيح والاغتيالات ممن يحفظهم يا ترى؟ أيحفظهم ممن يستميتون في الدفاع عن الوطن لينقذوا الشعب من الحرب المبيدة التي تسلكها فرنسا في هذه البلاد؟ أو من الفناء الذي جعله قادة الجيش الفرنسي هدفا لهم في هذه الديار؟ أو من تكالب المعمرين على خيرات هذا الوطن. واستثمار موارده الطبيعية وأخذهم ذلك بالقوة؟ ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015