خلفائه الراشدين، وصحابته الأبرار وفتوحات الاسلام في الشرق والغرب، وتاريخ المسلمين العام والخاص، ويعلمون اللغة العربية وآدابها وفنونها وكانوا يهيبون بالأمة أن تتمسك بالكتاب والسنة وتترك البدع والخرافات اللتين لم تكونا من الدين في شيء ...

اختار الإمام عبد الحميد بن باديس الاقامة في عاصمة النهضة العلمية وهي مدينة قسنطينة وكانت مسقط رأسه للتدريس، وتصدر لتعليم الطلبة في الجامع الأخضر واعتنى - رحمه الله - بتربيتهم عناية كبيرة حتى تأثروا بسيرته السلفية، وكان يتولى بنفسه شؤونهم الخاصة من نفقة وكسوة ومسكن، وكان يعدهم ويهيئهم ليكونوا في المستقبل دعاة للإسلام، وكان يحرر جريدة البصائر التي هي لسان حال جمعية العلماء المسلمين، ويقوم بدروس الوعظ والارشاد للكبار، فكان يبين حكم القرآن السامية ومعانيه القيمة بأسلوب سلفي محكم جذاب، وقد فسر القرآن بهذه الطريقة في ربع قرن من الزمن الا أن هذه الثروة العلمية النفيسة قد ضاعت - لا شك - أنها لو كانت موجودة لأحيت أمة، والسبب في ضياعها هم تلامذته لأنهم لم ينقلوها عنه، وكان يجول في القطر للدعوة وتأسيس المدارس والمساجد وإلقاء المحاضرات والدروس، ويتصل بالشخصيات والجمعيات، وينشر الاصلاح، ويحذر من الغفلة والجمود والبدع والخرافات الى غير ذلك من نشر الدين.

حل العلامة الجليل والحافظ الكبير، والنابغة في المنقول والمعقول، والأديب الشهير، والكاتب البارع الذى لانت له اللغة العربية فكانت أداة طيعة في يده فضيلة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي طيب الله ثراه وجعل الجنة متقلبه ومثواه - بعاصمة تلمسان، فأخذ ينشر العلم والمعرفة والاصلاح في هذه المدينة العريقة، فأحيا ما كان دارسا منها ورجع إليها سمعتها التاريخية، وكان يجول - رحمه الله - في دائرتها يؤسس المدارس لتعليم اللغة، وينشئ المساجد لإقامة شعائر الدين ونشره. وأنشأ مدرسة في مدينة تلمسان، وسماها دار الحديث، وكان يعلم فيها كتاب الموطأ للإمام مالك - رحمه الله - وأنشأ مدرسة أخرى للبنات، وسماها مدرسة عائشة رضي الله عنها ومسجدا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015