اجتمع نفر من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فسألوا عن عمله في السّرّ، فأخبروا بذلك، فتقالّوا عمل النبي صلي الله عليه وسلم، وقالوا: إن النبي صلي الله عليه وسلم غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر، ولكن نحن بحاجة إلى عمل أكثر ليغفر الله لنا ذنوبنا، فقال أحدهم: أنا أصوم ولا أفطر. وقال الثاني: أنا أقوم ولا أنام. وقال الثالث: أنا لا أتزوج النساء، فبلغ قولهم النبي صلي الله عليه وسلم فقال: «أما أنا فأصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس منّي» . هذا كله يدل على أنه لا ينبغي لنا، بل لا يجوز لنا أن نغلو في دين الله، سواء أكان في دعاء غيرنا إلى دين الله، أم في أعمالنا الخاصة بنا، بل نكون وسطًا مستقيمًا كما أمرنا الله تعالى بذلك، وكما أمر النبي صلى الله عليه وسلم فالله عز وجل يقول: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (?) . والنبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم» ، وأخذ حصيات وهو في