فالله تعالى قد نهانا عن التفرق، وبيّن لنا عواقبه الوخيمة، والواجب علينا أن نكون أمة واحدة، وكلمة واحدة، وإن اختلفت آراؤنا في بعض المسائل، أو في بعض الوسائل؛ فالتفرق فساد وشتات للأمر، وموجب للضعف، والصحابة -رضوان الله عليهم - حصل بينهم اختلاف لكن لم يحصل منهم التفرق ولا العداوة ولا البغضاء، حصل بينهم الاختلاف حتى في عهد النبي صلي الله عليه وسلم ومن ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لأصحابه: «لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة» ، وخرجوا - رضوان الله عليهم - من المدينة إلى بني قريظة، وحان وقت صلاة العصر، فاختلف الصحابة، فمنهم من قال: لا نصلي إلا في بني قريظة ولو غابت الشمس؛ لأن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: «لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة» فنقول سمعنا وأطعنا.