أنت» (?) ". فجمع في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «أبوء بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي». مشاهدة المنَّة ومطالعة عيب النفس والعمل. اهـ
فمشاهدةُ المنَّة توجب له المحبة والحمد والشكر لولي النعم والإحسان، ومطالعة عيب النفس والعمل توجب له الذل والانكسار والافتقار والتوبة في كل وقت، وأن لا يرى نفسه إلا مفلسا، وأقرب باب دخل منه العبد على الله تعالى هو الإفلاس فلا يرى لنفسه حالا ولا مقاما ولا سببا يتعلق به ولا وسيلة منه يمن بها؛ بل يدخل على الله تعالى من باب الافتقار الصرف، والإفلاس المحض، دخول من كسر الفقر والمسكنة قلبه حتى وصلت تلك الكسرة إلى سويدائه فانصدع، وشملته الكسرة من كل جهاته، وشهد ضرورته إلى ربه عز وجل، وكمال فاقته وفقره إليه (?)؛ فإنَّ كلَّ داع هذا حاله لَحَريٌّ أن يستجاب له.
3 - تقديم العمل الصالح قبل الدعاء: قال تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح: 7 - 8].
أي: إذا فرغتَ من صلاتك فاجهد نفسَك بالدُّعاء وسله حاجتَك" (?).
وقال عبد الله بن عمر: "إذا أردت أن تدعو فقدِّم صدقة أو صلاة أو خير ثم ادع بما شئت". وهذا من الآداب؛ أن يقدِّم بين يدي نجواه صدقة (?).