المكتبة الإسلامية
المكتبة
|
المؤلفون
|
مكتبتي
|
حول الموقع
الاعتبار واعقاب السرور لابن ابي الدنيا
إبدأ القراءة
نبذة عن الكتاب (12996)
المواضيع
:
كتب ابن ابي الدنيا
المؤلفون
:
ابن ابي الدنيا
المحتويات
جزء 1 من 1
المواضيع الرئيسية
ما من حبرة إلا ستتبعها عبرة، يا علي، كل هم منقطع إلا هم النار، يا علي كل نعيم يزول إلا
ما من قوم قال لهم الناس: طوبى، إلا خبأ لهم الدهر يوما يسوءهم
لكل فرحة ترح، وما من بيت ملئ فرحا إلا ملئ ترحا
ما ينتظر من الدنيا إلا كل محزن أو فتنة تنتظر
ما كان ضحك قط إلا كان من بعده بكاء
وليس من حبرة إلا ستتبعها عبرة
أصبحنا وما في العرب أحد إلا يرجونا أو يخافنا، وأمسينا وما في العرب أحد إلا
لقد رأيتنا ونحن من أعز الناس وأشده ملكا، ثم ما غابت الشمس حتى رأيتنا من أذل الناس، وإني
لعل أحدا آذاك؟ قالت: لا، ولكني رأيت غضارة في أهلكم، وقل ما امتلأت دار سرورا إلا امتلأت
أصبحنا ذا صباح وما في العرب أحد إلا يرجونا، ثم أمسينا وما في العرب أحد إلا
ولكن كل قوم رهن بما يسوءهم
الله تعالى يغير ولا يغير، والموت غاية كل مخلوق، فرجعت والله من عندهم
ما لي أرى هذا الباب مهجورا بعد أن كان معمورا؟ قال: فنادته امرأة من داخل الدار: يا عبد
إنه ليس من أهل بيت يعيشون في حبرة إلا سيعقبون بعدها عبرة، إن الدهر لم يظهر لقوم بيوم
أبكي للملك من يوم البؤس
أنت صاحب المسك؟ قلت: نعم، قال: اكتبوا له بالموافاة، قال: ثم مررت بدار أيوب بعد سبعة عشر
تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب فبكى سليمان بكاء شديدا، ثم رقأت عبرته،
لا يستوي عندك ما تحب وما تكره، ولكن الصبر معول المؤمن
إن امرأ حدث نفسه بالبقاء في الدنيا، ثم ظن أن المصائب لا تصيبه فيها لغير جيد
من أحب البقاء فليوطن نفسه على المصائب
آجرك الله يا أمير المؤمنين في الباقي، وبارك لك في الفاني
حملت حملين مسك من خراسان إلى سليمان بن عبد الملك، فانتهيت إلى باب ابنه أيوب - وهو ولي
إن عدت إلى بلادنا أن تأتينا وتلم بنا، قال: فقدمت البصرة، فما لبثت إلا يسيرا حتى خرجت إلى
وفدني أبو بكر الصديق في عشرة من العرب إلى اليمن، فبينا نحن ذات يوم نسير إذ مررنا إلى جانب
علمت أن جدي برمك كان ينزل النوبهار، وكان يقدم في كل سنة على هشام بن عبد الملك، فكان يألف
كان باليمامة رجلان ابنا عم، فكثر مالهما، فوقع بينهما ما يقع بين الناس، فرحل أحدهما عن
قدم عروة بن الزبير على الوليد بن عبد الملك ومعه ابنه محمد بن عروة، فدخل محمد بن عروة دار
وقدم على الوليد بن عبد الملك ذلك اليوم قوم من بني عبس، فيهم رجل ضرير، فسأله عن عينيه،
ذبح زوجي شاة مضحيا، ولي صبيان يلعبان، فقال أكبرهما للأصغر: أريك كيف صنع أبي بالشاة؟ فعقله
أن جارية، من الأنصار من بني سهم كان لها سبعة إخوة، فسقط قدر لها في بئر، فنزل أحد إخوتها
نزل بنا حي من أحياء العرب فأصابهم داء فماتوا وبقيت منهم جويرية مريضة، فلما أفاقت جعلت
لما وقع الطاعون الجارف بالبصرة، وذهب الناس فيه وعجزوا عن موتاهم، وكانت السباع تدخل البيوت
كانت امرأة من بني عامر بن صعصعة، وكان لها تسعة من الأولاد، فدخلوا غارا وأمهم معهم، فخرجت
قدمت علينا أعرابية يقال لها تماضر، معها سبعة بنين لها، قالت: فوالله لكأنما عدت بهم قبورا،
أتاني نعي أخي من الكوفة وأنا بالمدينة، فمررت على الزبير فسلمت عليه ومضيت، فقال عروة:
خرجنا هاربين من طاعون القنيات، فنزلنا قريبا من سنام، قالت: وجاء رجل من العرب معه بنون له
كانوا والله في عيش رقيق الحواشي فطواه الدهر بعد سعة، حتى لبسوا أيديهم من القر، ولم نر
أمسينا مساء وليس في العرب أحد إلا وهو يرغب إلينا، ويرهب منا، فأصبحنا صباحا وليس في العرب
فإنا أصبحنا ذا صباح وما في العرب أهل بيت أغبط عند الناس منا، فما آبت الشمس حتى رحمنا
أعرس رجل من الحي على ابنه قال: فاتخذوا لذلك لهوا، قال: وكانت منازلهم إلى جانب المقابر،
لو ترك أحد لأحد لترك ابن المقعدين ثم قام خطيبا فقال: لو ترك أحد لأحد لترك ابن
لو ترك شيء لحاجة، أو لفاقة، لترك الهذيل لأبويه
كان رجل قد بلغ الهرم وذهب عقله، ولم يكن له أحد يقوم عليه، وكان له ابن يقال له تميم، وإن
كان لبني العباس مولى يقال له الزرير بن عبد ربه، وكان قد عمر حتى فقد ماله وولده، فلم يبق
لعمري لقد أورثت قلبي حسرة ... ملازمة ما حج لله راكب سأبكيك ما هبت رياح من الصبا ... وما
أقبلت من عمرة المحرم، فنزلت العرج، فإذا أنا بشاب ميت، وظبي مذبوح، وفتاة عبرى، فقلت: أيتها
بنوا وقالوا: لا نموت ... وللخراب بنى المبني
وقف بالقصور على دجلة حزينا فقل: أين أربابها وأين الملوك ولاة العهود رقاة المنابر غلابها
أصلح الله أمير المؤمنين، ما يظن أهل الشام أنه أتى عليهم يوم هو أبرد منه، قال: فذكر الدنيا
الحمد لله، عشرين سنة أميرا، وعشرين سنة خليفة، ثم صرت إلى هذا [البحر
فأشار لي إنسان إلى قبر عبد الملك بن مروان، فوقفت أنظر فمر عبادي فقال: لم وقفت هاهنا؟
أنت عبد الملك الذي كنت تعدني فأرجوك، وتوعدني فأخافك أصبحت وليس معك من ملكك غير ثوبيك،
خف الوطأة، وأقل التثريب، فجاء حتى دخل القصر وفيه عمرو بن حريث، فأخذ بيده فجعل يريه منازل
اعمل على مهل فإنك ميت ... واكدح لنفسك أيها الإنسان
أقبلت من منزل أخوض المواعظ حتى صرت إليكم، مررت بدار فلان فنادتني: يا صالح خذ موعظتك مني،
كم قد توارث هذا القصر من ملك ... فمات والوارث الباقي على الأثر
دخلت دار المورياني وهي خراب فقلت: يا دار ما فعل أهلك؟ فإذا أنا بمناد ينادي من أقصى الدار:
دخلت دار المورياني فاستخرجت منها ثلاث آيات: {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا} [النمل: 52] ،
رفع المورياني إحدى رجليه على الأخرى، فقال: تاز شاه شاه أزين تيكي، قال: واي واي من الخير،
اللهم ادفع لخليفتك عن نفس سليمان المكروه، ثم لم يلبث أن فعل به ما فعل
أمنجاب المكارم عد إلينا ... لأن نشفي برؤيتك الغليلا كأنك لم تقل للركب سيروا ... ولم ترحل
أن ذا القرنين لما رجع من مشارق الأرض ومغاربها بلغ أرض بابل، مرض مرضا شديدا أشفق من مرضه
لما مات الإسكندر وهو ذو القرنين، خرجت أمه في أحسن زي نساء أهل الإسكندرية حتى وقفت على
إذا أتاك كتابي فاصنعي طعاما، واجمعي عليه النساء، فإذا جلسوا للغداء فاعزمي عليهن أن لا
كان الإسكندر أول من خزن الأموال تحت الأرض، فلما حضرته الوفاة دعا ابنه الأكبر، وكان ولي
لما حضرت ذا القرنين الوفاة كفنوه، ثم وضعوه في تابوت من ذهب، قال: فقالت الحكماء: تعالوا
ما من ميت يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه
حبس هشام بن عبد الملك عياض بن مسلم، كاتبا للوليد بن يزيد، وضربه وألبسه المسوح، فلم يزل
لما دفن هشام بن عبد الملك وقف مولى له على قبره، فقال: يا أمير المؤمنين، فعل بنا بعدك كذا،