صدره اخرج الرمح من ظهره رحمه الله، بل قتل من الإفرنج خلق كثير.
وأمر أتابك رحمه الله، فجمعت رؤوسهم في حقل مقابل الحصن، فكانت قدر ثلاثة آلاف رأس ثم إن ملك الروم عاد خرج إلى البلاد في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة، واتفق هو والإفرنج خذلهم الله، واجمعوا على قصد شيزر ومنازلتها. فقال لي صلاح الدين ماترى ما فعله هذا الولد المثكل "؟ يعني ابنه شهاب الدين احمد قلت " وأي شيء فعل "؟ قال " أنفذ إلي يقول أبصر من يتولى بلدك ". قلت وأي شيء عملت قال " نفذت إلى أتابك أقول تسلم موضعك ". قلت " بئس ما فعلت "! أما يقول لك أتابك لما كانت لحماً أكلها، ولما صارت عظماً رماها علي "؟ قال " فأي شيء أعمل "؟ قلت أنا جالس فيها. فإن سلم الله تعلى كان بسعادتك، ويكون وجهك ابيض عند صاحبك. وإن اخذ الموضع وقتلنا كان بآجالنا، وأنت معذور " قال " ما قال لي هذا القول أحد غيرك " وتوهمت أنه يفعل ذلك، فحفلت الغنم والدقيق الكثير والسمن وما يحتاجه المحاصر، فأنا في داري المغرب ورسوله جاءني قال " يقول لك صلاح الدين نحن بعد غدٍ سائرون إلى الموصل فاعمل شغلك للمسير ". فورد على قلبي من هذا هم عظيم وقلت " اترك أولادي واخوتي وأهلي في الحصار وأسير إلى الموصل "؟ فأصبحت ركبت إليه وهو في