رأسها السراج ويقعدون يلعبون بالشطرنج وهي لا تتحرك ولا تزول حتى عمشت عيناهاوكان الوالد يحرد على الغلمان ويقولقد أعميتم هذه الكلبة! ولا ينتهون عنها. وأهدى الأمير شهاب الدين مالك بن سالم بن مالك صاحب القلعة للوالد كلبة عروفاً ترسل تحت الصقور على الغزلان فكنا نرى منهم العجب.
وصيد الصقور بالترتيب يرسل في الأول المقدم فيعلق بأذن غزال يضربه، ويرسل العون بعده فيضرب غزالآً آخر، ويرسل العون الأخر فيفعل كذلك، ويرسل الرابع فيضرب كل صقر منها على غزال، فيأخذ المقدم أذن غزال ويفرده من الغزلان فترجع الصقور جميعها إليه وتترك تلك الغزلان التي كانت تضربها. وهذه الكلبة تحت الصقور فيتفق أن يظهر العقاب فتحل الصقور عن الغزال فيمضي الغزال وتدور الصقور. فكنا نرى تلك تلك الكلبة قد رجعت عن الغزلان وقت رجوع الصقور وهي تدور تحت الصقور في الأرض كما تدور الصقور في الهواء حلقة، ولا تزال تدورتحتها حتى تنزل الصقور إلى الدعو، فحينئذ تقف وتمشي خلف الخيل.
وكان بين شهاب الدين مالك وبين والدي رحمهما الله مودة ومواصلة بالمكاتبات والرسل، فنفذ إليه يوماً يقول خرجت إلى صيد الغزلان فاصطدنا منها ثلاثة آلاف خشف يوم. وذلك أن غزلان عندهم في