حتى تصير على رأسها عمامة كبيرة وهي تستغيث من البرد، فأحضرت ابن بطلان وشكت إليه مرضها فقالحصلي في غد خمسين مثقالاً من كافور رياحي عارية أو مكرى من بعض الطيبين، فهو يعود إليه بأسره. فحصلت له الكافور، ثم اصبح القى كل ما على رأسها وحشا شعرها بذلك الكافور ورد على رأسها ما كان عليه من الدثار وهب تستغيث من البرد، فنامت لحظة وانتبهت تشكو الحر والكرب في رأسها حتى بقي على رأسها قناع واحد، ثم نفض شعرها من ذلك الكافور وذهب عنها البرد وصارت تتقنع بقناع واحد.
وقد جرى لي بشيزر ما يقارب ذلك، لحقني برد شديد وقشعريرة من غير حمى وعلي الثياب الكثيرة والفرو، ومتى تحركت في جلوسي ارتعدت وقام شعر بدني وتجمعت. فأحضر الشيخ ابي الوفاء تميماً الطبيب فشكوت إليه ما أجد. فقالأحضر لي بطيخة هندي. فأحضرت فكسرها فقاليكل منها استطعت. قلت يا حكيم أنا في الموت من البرد والرمان بارد، كيف آكل هذه مع بردها؟ قالكل كما أقول لك. فأكلت، فما انتهى أكلي منها حتى عرقت وزال ما كنت أجده من البرد. فقال ليالذي كان بك من غلبة الصفراء ما كان من برد حقيقي.
وقد تقدم ذكر شيء من غريب الأحلام، وقد أردت في كتاب المترجم