ويعارضونا إلى أن وصلنا عسقلان ما خفناهم نخافهم الآن ونحن عندى مدينتنا؟ ثم أن الإفرنج وقفوا على بعد ساعة، ثم رجعوا إلى بلادهم جمعوا لنا وجاؤنا بالفارس والراجل والخيم يريدون منازله عسقلان، فخرجنا إليهم، وقد خرج راجل عسقلان، فدرت على سرب الرجالة وقلتيا صاحبنا ارجعوا إلى سوركم ودعونا وإياهم، فإن نصرنا عليهم فأنتم تلحقونا، وإن نصروا علينا كنتم أنتم سالمين عند سوركم فامتنعوا من الرجوع فتركتهم ومضيت إلى الإفرنج، وقد حطوا خيامهم ليضربوها فاحتطنا بهم وعجلنا هم عن طي خيامهم فرموها كما هي منشوره وساروا راجعين. فلما انفسحوا عن البلد تبعهم من الطفوليين أقوام ما عندهم منعة ولاغناء. فرجع الإفرنج حملوا على أولئك فقتلوامنهم نفراً فانهزمت الرجالة الذين رددتهم فما رجعوا ورموا تراسهم. ولقينا الإفرنج فرددناهم ومضوا عائدين إلى بلادهم وهي قريبه من عسقلان. وعاد الذين انهزموا من الرجالة يتلاومون، وقالوا كان ابن منقذ أخبر منا. قال لنا ارجعوا ما فعلنا حتى انهزمنا وافتضحنا.
وكان أخي عز الدولة أبو الحسن علي رحمه الله في جمله من سار معي من دمشق هو وأصحابه إلى عسقلان. وكان رحمه الله من الفرسان المسلمين يقاتل للدين لا الدنيا. فخرجنا يوما من عسقلان نريد الغارة