عن الضّحّاك، قال: سأَل نافع بن الأَزرق عبد الله بن العبَّاس عن قول الله عزَ وجلّ: وأَنْتُمْ سَامِدُونَ، فقال: معناه لاهون، فقال نافع: وهل كانت العربُ تعرف هذا في الجاهليَّة؟ قال: نعم، أَما سمعت قول هُزَيْلة بنت بكر، وهي تبكي عاداً حيث تقول:
بَعَثَتْ عَادٌ لُقَيْماً ... وأَبَا سَعْد مريدَا
وأَبا جُلْهُمَة الخَيْـ ... ـرَ فَتَى الحيِّ العَنُودا
قيلَ قُمْ فانْظُرْ إِليهمْ ... ثمَّ دَعْ عنك السُّمودَا
وقالَ عِكْرِمة: سَامِدون من السُّمود، والسُّمود: الغناء بالحِمْيَرِيَّة؛ يقولون: يا جارِية اسْمُدي لنا، أَي غَنِّي لنا. وقالَ أَبو عُبيدة: السُّمود: اللهو واللعب، قال أَبو زُبَيد:
وكأَنَّ العَزيفَ فيها غِناءٌ ... لِنَدَامَى من شاربٍ مَسْمُودِ
أَي ملهًى. وقالَ رُؤْبَةُ:
ما زالَ إِسْآدُ المَطايَا سَمْدَا ... تَسْتَلِبُ السَّيْرَ اسْتِلاباً مَسْدَا
وقالَ ذو الرُّمَّة:
يُصْبِحْنَ بَعْدَ الطَّلَقِ التَّجْريدِ ... وبَعْدَ سَمْدِ القَرَبِ المَسْمُودِ