لأَمَّارَةٌ بالسُّوءِ.
وقالوا: لمَّا وجَّه الملِك إِلى يوسف في الحبس ليحضُر، وقد أَحضر النسوة والمرأَة، وكان النسوة في وقت مُراودة المرأَة يوسف عليه السَّلام حاضرات، يقلن ليوسف: ما عليك في أَن تجيبها إِلى ما تريد! فلمَّا وصل الرسول إِلى يوسف عليه السلام أَقبل معه، فحضر مجلس الملك، هو والمرأَة والنساء، فلمَّا أَقبل الملك على النسوة بالمسأَلة فقلنَ: حَاشَ للهِ ما عَلِمْنَا عَلَيْهِ من سُوءٍ، وقالت المرأَة: أَنا رَاوَدْتُه عَنْ نَفْسِهِ وإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِين، قال يوسف والملك يسمع: ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بالغَيْبِ. ذكر هذا أَبو عُبيد. فإِن قال قائل: كيف قال: ذَلِكَ لِيَعْلَمَ، ولم يقل: لتعلم لحضور الملك؟
قيل له: جرت مخاطبة يوسف الملك على سبيل ما يخاطِب النَّاس به الملوك، فخبَّر عنه بغيْبه وهو حاضر، كما يقول الرَّجُل للوزير إِذا خاطبه: إِنْ رأَى الوزير أَن يفعل كذا وكذا! فيكون أَحسنَ في المخاطبة من أَن يقول: إِن رأَيت أَن تفعل كذا وكذا.