وُصف الرَّجُل بالعقل ذُهِب إِلى أَنَّه يحبس نفسه عن الأُمور الدَّنيَّة، ويمنعها من الدخول فيما يلحقه من جهته العار والعيب؛ وإِذا وُصِف الوَعِل به ذُهِب إِلى أَنَّه يحبس نفسه في الجبل، ويمنعها من التَّصرُّف في غيره.
283 - ومن الأَضْداد أَيْضاً الفارض والفوارض؛ يُقال: الفارض للبقر العظام الَّلاتي لَسْنَ بصغار ولا مِراض. ويُقال: الفارض للمِراض، وقد يُقال: فارض لغير البقر، قال أَبو محمد الفقعسِيّ:
لَهُ زُجَاجٌ ولَهَاةٌ فارِضُ ... هَدْلاءُ كالوَطْبِ نَحاهُ الماخِضُ
وقال الله عزّ وجلّ: إِنَّها بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ ولا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذَلِكَ، أَراد بالفارض المُسنَّة، وبالبِكْر الصغيرة، وبالعَوان الَّتي هي بين الصغيرة والكبيرة، قال الشَّاعر:
لَعَمْرِي لَقَدْ أَعْطَيْتَ ضَيْفَكَ فَارِضاً ... تُساقُ إِلَيْهِ لا تَقُومُ على رِجْلِ
ولَمْ تُعْطِهِ بِكْراً فيَرْضَى سَمِينَةً ... فكَيْفَ يُجازِي بالعطيَّةِ والبَذْلِ
ويُقال: امرأَة عَوان، إِذا كانت ثَيِّبا، وحرب عَوان، إِذا قُوتِل فيها مرَّةً بعد مرَّة، وحاجة عَوان إِذا طُلِبَتْ مرَّةً بعد مرَّة، قال الشَّاعر: