وفي المسأَلة جواب ثالث؛ وهو أَصحاب الجنة: لو كان لأصحاب النار وأَصحابها مستقرّ فيه خير، لكان مستقرّ أَصحاب الجنة خيراً منه لاتِّصال نعيمهم؛ ولانقطاع الراحة الَّتي يجدُها أَهلُ النار في النار إن كانت؛ وهي مما لا يكون، فجرى مجرى قول العرب: ما لفلان عيب إِلاَّ السخاءُ، أَي مَنْ السخاءُ عيبُه فلا عيبَ له.
وقد خرّج بعضُهم قول الله عزَ وجلّ: لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاَّ من ضَريعٍ، من هذا
المعنى فقال: التأْويل: من الضَريعُ طعامه فلا طعام له. ومنه قول العرب: ما لفلان راحة إِلاَّ السَّير والعمل؛ أَي مَنْ هذان راحته فهو غير مستريح.
207 - والإِشرارة حرف من الأَضْداد؛ يقال: إشرارة للخَصَفة الَّتي يشرّر عليها الملح والأَقِط، ويقال: إشرارة لما يشرّر على الخَصَفة من الملح والأَقِط. والخَصفة: الجُلّة الَّتي تصنع للتمر، وجمعها خِصاف من ذلك الحديث الَّذي