وأَقسمتَ تأتي خُطَّة النَّصْف بيننا ... بلَى سوف تأتيها وأَنفُكَ راغمُ

أَراد: وأَقسمتَ أَلاَّ تأتيَ، وقد يحذفون أَن ويبقون لا كقول الآخر:

احفظْ لِسانَكَ ولا تَقولُ فَتُبْتَلى ... إنَّ البلاء مُوَكَّلٌ بالمَنطِقِ

ويُنشد في هذا أَيْضاً حجةً للمذهب الأَول لأبي النَّجم:

أُوصيكَ أَن تحْمَدَكَ الأَقارِبُ ... ويَرْجِعَ المسكينُ وهو خائبُ

أَراد وأَلاَّ يرجع المسكين، فحذف الحرفين جميعاً. وقالَ الله عزَ وجلّ: وأَلْقَى في الأَرضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَميدَ بِكُمْ، فمعناه: لئلاَّ تميدَ بكم، فاكتفى بأَن من لا. وقالَ أَيْضاً: يُبَيِّنُ الله لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا، فمعناه: أَلاَّ تضلوا، فاكتفى بأَن من لا، وقالَ عَمْرو بن كلثوم:

نَزَلْتُمْ مَنْزِلَ الأَضْيافِ مِنَّا ... فَعَجَّلْنا القِرَى أَن تَشْتِمونا

أَراد أَلاَّ تشتِمونا، فاكتفى بأَن من لا. وقالَ الرّاعي:

أَيام قَوْمي والجماعَة كالذي ... لَزمَ الرِّحالَةَ أَنْ تميل مَميلا

أَراد لئلا تميل؛ فاكتفى بأَن من لا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015