المُجِرّ، أَي طعنه به. والإجرار: أَن يقطع طرفُ لسانِ الفصيل، أَو يُشَقّ حتَّى لا يقدر على الشرب من خَلْف أُمه؛ وذلك إِذا كَبِر واستغنى عن الشُّرب، واستغنوا أَيْضاً عن لبن أُمّه، لأَنَّه إِذا لم يشرب منه لم تَدُرّ ولم يُقْدَر على لبنها؛ فإجرار فَصيلها يذهب بلبنها، وإجراره أَيْضاً لا يمنعه من الأَكل والشرب إنما يمنعه من مَصّها، فالأَصل في الإجرار هذا، ثمَّ استعمل في حبس اللّسَان وإمساكه عن الكلام، قال عمرو بن معدي كرب:
فَلَو أَنَّ قَوْمي أَنْطَقَتْني رِماحُهُمْ ... نطقتُ ولكنَّ الرماحَ أَجَرَّتِ
أَي لم يكن لهم ما أَفخر به وأَذكره، فكأَنَّ ذلك من فعلهم حَبَس لساني ومنعه من الكلام؛ كما يمنع الإجرار الفصيل من المصّ.
فظلّ يُرَنِّحُ في غَيْطل
قال ابن السِّكِّيت وغيره: معناه فظلَّ الكلب يُرَنِّحُ، ومعنى يرَنّحُ يميد ويتمايل كالسكران. والغيطل: الشجر الملتفّ، ويكون أَيْضاً الجَلبة والصياح. وقوله:
كما يستدير الحمار النَّعِر