تكون كما وقع بهم من عذاب الجدْب في السنين الَّتي لحقتْهم، فأَكلوا فيها الجِيَف والعِلْهِز. وكعذاب السيف والأَسْر الَّذي لحقهم يوم بدر وغيره، والله أَعلم بحقيقة ذلك كلّه وأَحكم.
161 - ومن حروف الأَضداد أَيْضاً قولُ العرب: دَلْوٌ يَدِيَّة وأَدِيَّة؛ إِذا كانت وِفْقاً لَيْسَتْ واسعة ولا ضيِّقة، ودلو يَدِيَّة إِذا كانت واسعة. ويقال أَيْضاً: ثوب يديّ، إِذا كان واسع الكمّ، وإِذا كان ضيِّقاً، قال العجَّاج:
أَزْمان إذْ ثَوْبُ الصِّبا يَدِيُّ ... وَإِذ زَمَانُ النَّاسِ دَغْفَلِيُّ
أَراد ثوب الصبا واسع. ويقال: عيش يديّ؛ إِذا كان واسعاً، وإِذا كان ضَيِّقاً.
162 - والقَنِيص حرف من الأَضْداد؛ يقال: القَنِص للقانص، ويقال للمفعول أَيْضاً قَنيض؛ ويكون القَنيِص بمَعْنَى الفِعْل والمصدر، وقال الشَّاعر:
تَقْنِصُكَ الخيلُ وتصطادُك الـ ... ـطَّيْرُ ولا تُنْكَعُ لَهْوَ القَنِيصْ
معنى تُنْكَعُ تُخَلَّى والقَنِيص وتُمَتَّع بلهوه.