إِذا أَغمدتَه، وشِمْته أَيْضاً إِذا أَخرجتَه من غِمْده، قال الفرزدق:
بِأَيْدي رجالٍ لمْ يَشيموا سُيوفَهُم ... ولم يُكْثِروا القتلى بها يوم سُلَّتِ
أَراد: لم يغمدوا سيوفهم حتَّى كثرت القتلى. وأَخبرنا أَبو العباس، عن سلمة، عن الفراء، قال: يقال: أَغمدت السيف وغَمدته. وقالَ في المعنى الآخر:
إِذا هيَ شيمَتْ فالقَوائمُ تحتَها ... وإنْ لم تُشَمْ يَوْماً علتْها القوائمُ
أَراد بشيمت، سُلّت وأُخرِجت من أَغمادها؛ لأَنَّ السيف إِذا أُغمد كان قائمه فوقه، وإذا سُلَّ كان قائمه تحته.
159 - ومن الأَضداد أَيْضاً قول العرب: لم أَضربْ عبد الله ولم يضربني زيد؛ يحتمل معنيين متضادّين: أَحدهما أَن يكون: ضربي عبد الله مجْحوداً وكذلك ضرب زيد إياي؛ يراد به ما كان ذا وما كان ذا. والوجه الآخر أَن يكون الفعل الأَول والثاني صحيحين مثَبتين، والتقدير: لم أَضرب عبد الله حتَّى ضربني زيد، فوقع ضربي بعبد الله لما وقع بي ضربُ زيد؛ قال الشَّاعِر حجة