يَستوجبها فيلحَن فأَردُّه عنها، وكأني أَقْضَم حَبَّ الرمان الحامض، لبغضي استماعَ اللَّحْن، ويكلِّمُني آخرُ في الحاجة لا يستوجِبها فَيُعْرِب، فأُجيبه إليها التذاذاً لما أَسمع من كلامه.
وقالَ عمر بن عبد العزيز أَيْضاً: أَكاد أَضْرَس إِذا سمعت اللَّحْن. ولَحَنَ محمد بن سعد بن أَبي وقاص في بعض الأوقات لَحْنة فقال: حَسِّ، إنِّي لأجد حرارَتها في حَلْقي.
وقالَ العُتبيّ عن أَبيه: استأْذن رجل من عِلْيَة أَهل الشام على عبد الملك بن مروان، وبين يديه قوم يلعبون بالشِّطْرنج فقال: يا غلام، غَطِّها، فلما دخل الرَّجُل
فتكلّمَ لَحَن، فقال عبد الملك: يا غلامُ، اكشِفْ عنها الغِطاءَ، لَيْسَ للاحنٍ حُرْمة.
قال أَبو بكر: ولم لا يستثقلون ما يقلِب معنى الكلام، ويوهم المخاطَب غير مراد المخاطِب! يدلّ على هذا أَن ابنة أَبي الأَسود الدؤليّ قالت لأبيها في يوم حارّ: يا أَبتِ، ما أَشدُّ الحرّ! وهي تريد التعجب؛ فلم يسبق إِلى قلب أَبي