أَثْوَى وقَصَّرَ لَيْلَةً ليُزوّدا ... فمضى وأَخلَف من قُتَيْلَةَ مَوْعِدا
أَراد صادف وعدها خُلْفاً. وهذا شبيه بقولهم: أَقفرتُ الموضع؛ إِذا صادَفْتَه قَفاراً، وأَخليتُه؛ إِذا وجدتَه خالياً، قال الشَّاعِر:
لِعَمْرَةَ رَسْمٌ أَصبَحَ اليَوْمَ دارِسا ... وأَقْفَرَ مِنها رَحْرَحانَ فَراكِسا
أَراد: وأَقفر الرَّجُل رحرحان، أَي صادفه قَفاراً. وقالَ الآخر:
أَتَيْتُ مَعَ الحُدَّاثِ لَيْلَى فلم أُبِنْ ... فأَخْلَيْتُ فاستعجمتُ عِنْدَ خَلائي
أَراد بأَخليت وجدت الموضع خالياً، وقالَ ذو الرُّمَّة:
تُريكَ بَياضَ لَبَّتِها وَوَجْهاً ... كَقَرْنِ الشَّمْسِ أَفْتَقَ حينَ زالا
أَراد بأَفتق، وجد في الغيم فتقاً. وقال الآخر:
فَلَوْ كُنْتُمُ إبلاً أَمْلَحَتْ ... إِذا نَزَعتْ للمياه العِذابِ
ولكنكمْ غَنَمٌ تُشْترَى ... ويُتْرَك سائرُها للذِّئاب
أَراد بأَملحت صادفت نباتاً مِلْحاً، وتُشترى معناه تُختار. وقالَ ابن أَحمر:
أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتي تحَجَّي ... بآخِرنا وتُنْسي أَوَّلينا