وأَخبرنا عبد الله بن محمد، قال: حدَّثنا أَحمد بن إِبراهيم، قال: حدَّثنا حجاج، عن ابن جريح في قوله: كُلَّمَا خَبَتْ قال: خُبُؤُّها توقُّدها؛ فإِذا أَحرقتهم فلم تبق منهم شيئاً صارت جَمْراً تتوهَّج، فإِذا أَعادهم الله خَلْقاً جديداً عاودتهم. عن ابن عباس.
قال أَبو بَكْر: والذين يذهبون إِلى أَنَّ الخبوّ هو السكون يقولون: معنى قوله: كُلَّمَا خَبَتْ: كلَّما خبت سكنت، وليس في سكونها راحة لهم؛ لأَنَّ النَّار يسكن لهبها ويتضرَّم جَمْرُها؛ هذا مذهب أَبي عُبيدة.
وقالَ غير أَبي عُبيدة: نار جَهَنَّم لا تسكن البتَّةَ؛ لأَنَّ الله تعالى قال: لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ، وإِنَّما الخبوّ للأَبْدان، والتأْويل: كلَّما خبت الأَبدان زدناهم سعيراً، أَي إِذا احترقت جلودهم ولحومهم، فأَبدلَهم الله جلوداً غيرها ازداد تسعُّر النار في حال عملها في
الجلود المبَدَّلة.
أَخبرنا عبد الله، قال: حدَّثنا يوسف بن موسى، قال: حدَّثنا عَمْرو بن حمران، عن سعيد، عن قتادة، في قوله: كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعيراً، قال: كلَّما احترقت جلودهم بُدِّلوا جلوداً غيرها.
وقال بعض أَهل اللُّغة: الخبوّ لا يكون أَبداً إِلاَّ بمَعْنَى