قوله عزَ وجلّ: رَبِّ أَوْزِعْني، معناه أَلهمني. وقالَ طَرَفة:
نَزَعُ الجاهِلَ في مَجْلِسِنا ... فَتَرَيَ المجْلِسَ فينا كالحَرَمْ
وقال الآخر:
أَمَّا النَّهارَ فَلا أُفَتِّرُ ذِكْرَها ... واللَّيلَ يوزِعني بها أَحْلامُ
وقالَ النَّابِغَة الذُّبْيَانِيّ:
على حينَ عاتَبْتُ المشيب على الصِّبا ... وقُلْتُ أَلَمَّا تَصْحُ والشيْبُ وازعُ
وقال الآخر:
كفَى غِيَرُ الأَيَّامِ لِلْمَرْءِ وازعاً ... إِذا لم يَقِرْ رِيًّا فيصْحوَ طائعا
وقالَ الحسن لما وَليَ القضاءَ، وكثُر النَّاس عليه: لا بدّ للناس من وَزَعة، أَي من شُرَطٍ يكفُّونَهم عن القاضي. وقالَ الجعديّ:
وَمَسْروحَةٍ مثلِ الجراد وَزْعتُها ... وكلَّفْتُها ذِئباً أَزَلَّ مُصَدَّرا
معناه كففتها. والاختيار أَن يكون الوزْع الحبْس. وقالَ أَصحاب القول الآخر: معناه أَغريتها بالشيء الَّذي كلّفتها إياه.