وقد جَمَع قومٌ من أَهل اللُّغة الحروفَ المتضادَّة، وصنَّفوا في إِحصائها كتباً، نظرت فيها فوجدت كلَّ واحد منهم أَتى من الحروف بجزء، وأَسقط منها جزءاً، وأَكثرهم أَمْسَكَ عن الاعتلال لها، فرأَيت أَن أَجمعها في كتابنا هذا على حَسَب معرفتي ومبلغ علمي؛ ليستغنِيَ كاتبُه والناظر فيه عن الكتب القديمة المؤلَّفة في مثل معناه؛ إِذا اشتمل على جميع ما فيها، ولم يُعْدَمْ منه زيادَةُ الفوائد، وحسنُ البيان، واستيفاءُ الاحتجاج، واستقصاءُ الشواهد.
وأَنا أَرغب إِلى الله في حسن المعونة على ذلك، وأَسأَلُه التَّوفيق للصَّواب؛ وكمال الأَجر، وجزيل الثواب.